الأربعاء، 9 فبراير 2011

قصة خيانتي كاملة

حبيت بعد أن أنهيت أول مهمة ليه في خيانة السلطة أن أسردها لكم بتفاصيلها المملة 


حيث بدأت الحكاية في يوم ما حيث بحثت مطولا عن أحد من زملائي يشاركني الخيانة ويشجعني ونذهب سويا إلى ميدان الشهداء (التحرير سابقا ) ولكن محاولتي باءت بالفشل حيث لم أحصل غير على صاحب واححد وكنا الاثنين صراحةً مرتبين من أننا نخون السلطة ونكفر بفرعوننا المجيد وننضم للكفرة المتآمرين في ميدان التحرير فأجلنا المخطط الملعون لوقت لاحق حيث نخطط له جيدا ونجمع أكبر عدد من المتآمرين كي يتموا مخطط المؤامرة معنا 


ولكن في مساء اليوم التالي أحسست بانني ضعيف وأنني يجب أن أتشجع وأن أواجه ضميري المتيقظ وأذهب وأخون فرعوني الجاحد وأسافر إلى التحرير وأشارك باقي أخوتي الملحدين الكفرة الخائنين للجبار 
فوجدت من زملائي من هو هناك ومن هو عاد من هناك ومن هو ذهب بمفرده ولم يحدث له أي شيء من الشائعات " التي تتردد بيننا عن تعويذة ملعونه تصيب كل خائن يذهب هناك وتدعى "بلطجية" فكنت اخشاها كثيرا صراحةً ولكن ما باليد حيلة يجب أن أكون شجاع وبالفعل تشجعت وسبحان الله وجدت من هو تشجع مثلي واتفقنا أن نذهب سويا وكان معه زملائه ممن تشجعوا أيضا أن يخونوا الفرعون المتسلط وتم الاتفاق على ساعة الصفر ساعة الرحيل إلى أرض الشهداء أرض التحرير وبالفعل تحرك بنا مايدعى "البولمان"  وكان الطريق كما خيل لي -لأنني طيلة الطريق كنت نائما- أنه كان خاليا


وأكيد تتسائل ياأخي لما كنت نائم حسنا سأعترف لك بكل صراحة


لأنه من واجبي كخائن وحرصي على أن أنجح في إتمام خيانتي الشنعاء تلك لم أنم طيلة الليل حتى لا أضيع علي فرصة الخيانة وأن أصبح خائنا آكلا لما يدعى بـ"الكنتاكي "..و


 وهكذا طيلة الليل كنت أشغل نفسي بأي شيء حتى لا أنام أو أغفل لمدة بسيطة حتى أنني وصلت لمرحلة أنني لم أجد ما أفعله فجلست على جهازي الحاسوباتي وجمعت بعض الصور وبعض الاناشيد الوطنية الشبه خائنة للفرعون وعملت ما يطلقون عليه بالفيديو كليب مع أنه كان بدائي جدا ولم ينال إعجاب الكثيرين إلا إنه استغرق مني ساعتان من الوقت الثمين الذي كنت المفروض استفاد منه واستغله الاستغلال الصحيح في النوم في سبات تحت حما الاستبداد


المهم ماعلينا ... عند وصولنا لمنطقة رمسيس بحثنا طويلا عن سلم ميترو لنسلكه حتى نركب هذا المدعوء الذي يسمى ميترو
حتى نصل كما وصفوا لنا الاخوة الخائنين إلى محطة الاوبرا التي ستخرجنا إلى كوبري فصر النيل على ما اعتقد والذي يعتبر الان المدخل الرئيسي لمقر الخونة والمتآمرين وآكلي الكنتاكي
دا غير مداخل أخرى فرعية


صراحة لم اصدق عيناي وأنا أخطو خطواتي على طرف الجسر متقدما نحو حشد من الخونة الكفرة الذين يحملون أعلام مصر والذين ينشدون نشيدا لا استطع سماعه جيدا ولكن كل مااقترب خطوة كل ما الصوت يقتر ب من وجداني وبائعي الأعلام يذكرونني بمباريات منتخبنا الوطني


ها نحن نقترب من نهاية الكوبري وداخلين على الميدان
عربات الجيش والمدرعات والمدفعيات تحيط مداخل ومخارج الميدان
جنود في كل مكان


وجنود من المتآمرين ينظموا المرور والدخول ويطلب منك بكل احترام وتحضر أن يتفحص إثبات هويتك وتفتيشك
يتضح لك الصوت المنشد يرحبوا بك بأحلى الاناشيد إلى قلبي أهلا أهلا بالأبطال
كل ما اتقدم خطوة كل ما أشعر إن دخلت عالم ديزني او عالم آخر او دولة غير الدولة
كون غير الكون أناس غير الناس اللي عايش معاهم
هو احنا في مصر
لا استطيع وصف ما أرى
هل هو مولد أم هو كرنفال أم هو هيصة ام ماذا


خلييييط من اللهجات خليط من الأطياف خليط من الطبقات خليط من الثقافات خليط من العقول خلييييط من آكلي الكنتاكي والمتآمرين
كلهم اختلفوا في كل شي واجتمعوا في شيء واحد وهو خيانة الفرعون وإسقاط نظامه المستبد
ترى مجموعه تنشد الأشعار
ومجموعه أخرى في ركن آخر تعزف العود أو الجيتار
ومجموعه اخرى مع نفسها ماشية بتهتف وبتلف الميدان
ومجموعه مسيحية بتصلي وتدعي
ومجموعه مسلمة هيصلوا العصر
والنجار اللي بيعمل الخيم
واللي نايم
واللي بيوزع في أكل أو بيوزع في ماء
اللي بيبيع في كروت الشحن
تخيل كارت الشحن عندهم أرخص من عندنا
دخول الحمام بالطابور وبكل احترام
دخلت المسجد حتى اصلي الظهروالعصر جمع تقديم
فوجدت طابور طويييييل إلى خارج المسجد
مين دول ياجماعه دول اللي عاوزين الحمام
طب أنا عاوز اتوضا
اتفضل يافندم خش اتوضا أهلا بيك
قمة الاحترام
بجد انا كنت هبكي وانا بصلي
انا بصلي وانا سرحان في مدا الحب بين الناس اللي معظمها لاتعرف معظمها
ياااااه لو كانت الخيانة هتخلينا كده كنت اصبحت خائن وعميل من قديم الأزل
صلينا والحمدلله


خرجت من المسجد تجولت في الميدان
صاح أحد ما أنه هناك مظاهرة أمام مجلس الشعب
فهرولنا إلى هناك
والتحقنا بالمتظاهرين هنااااك
قمة التحضر قمة السلمية
قمة التنظيييم
قمة كل حاجة تخطر على بالك
علم مصر طوييل يمتد بين المتظاهرين
رجل موهبة كان يغني وبيهتف ضد الفرعون
حتى أذان العصر
أذن العصر طبعا انا مصلي العصر تركتهم يصلوا
ورجعت إلى الميدان


طبعا تفتيش وإثبات هوية
حدث أمامي شيء أبهرني صراحة
الذي أخد باله منه زميلي اللي كان معي
كان امامنا شابان وواحد معه زجاجة كانز والآخر معه كوب شاي
طلب منهم المفتشين من الشباب المنظمين
أن يرتشفوا شرفة مما يحملانه
فخمن صديقي ماحدث أنهم بيتأكدوا أنها سليمةوليس بها أي سم
حيث حاملها شرب منها أمامه فتأكد من سلامتها
ياسلااااام الله على المصريين
مش أي أي ولا زي زي
الساعة كانت دخلت على 4
  وكنت عاوز ارجع بدري قبل مانخش في حظر التجوال فمعرفش اروح واضطر ان أبيت هناك
وأنا مكنتش مستعد ولا مخطط لذلك
خرجت من نفس البوابة اللي دخلت منها
ولكن هناك تنظيم غريب بالفعل
لماذا هو غريب لأنني لم أتعود على هذا النظام
في نفس البوابة اللي داخل بيدخل من فوق واللي خارج بيخر ج من تحت
قمة التنظيييم


وأشهد الله على ما أقول فالجموع الخارجة من الميدان كان يرحب بها هي أيضا
وكان هناك أحد الشباب الذين كان يسلم علينا ويقول مع السلامة في أمان الله
وياريت  تزورونا يوم الجمعه
وعدت أدراجي إلى بيتي
وأنا سعيد وفي نفس الوقت مهموووووم
اننا باستطاعتنا جميعا أن نكون أفضل وأفضل ولكن عندما يتسنى لنا ذلك
عندما يتسنى لنا أجندة حمراء جلد ووجبة كنتاكي
حتى تخرج كل مافي جعبتك


وأقولها بكل صراحة أنا مع الخيانة والمؤامرة والالحاد الذي يتهموننا به
لو هذا الإلحاد هو الذي سيحرنني من الاستبداد والظلم 
حرر بتاريخ 9 - فبراير - 2011 م


مذكرات مخبأة في درج الكوميدينو- أشرف دولسي (1)

(1) أشرف دولسي في حقيقة الأمر لم أعد أكترث، مشيت خطوتين بالعدد قاصدًا المقهى، لكنني تراجعت، وقررت العودة، والصعود إلى منزلي، مشيت خط...