السبت، 25 أغسطس 2012

عالم البشرية الإنسانية

هل القدر هو الذي يصنع ما نكون أم نحن من نصنع قدرنا بما نكون ؟! أكاد أجزم أننا من يصنع قدره بما يخطط ويختاره في حياته من اختيارات لتحقيق رغباته . ما يُولِد القدر هو تخبط الاختيارات البشرية والتقائها ببعضها البعض ؛ إما بالإيجاب فنرى قدرًا في اختياراتنا رائعًا ، ونوفق وننجح بها في تحقيق رغباتنا ، أو تلتقي اختياراتنا بعضها ببعض بالسلب فتصبح خيارات بعضنا معوقًا لخيارات البعض الآخر ، فنجد أن قدر اختياراتنا سيئًا وتحل بنا المعوقات - الابتلاءات - التي تعوق تقدمنا باختياراتنا لتحقيق رغباتنا . فننحني عنها وإما أن نصبح سلبيين بسلبية القدر ونغوص في عالم الاكتئاب والاستسلام ، أو أن نعيد الكرة ونخطط من جديد ونضع اختيارات جديدة ؛ لعلها تنجح هذه المرة ، ولا تتلاقى بالسلب مع اختيارات غيرنا . منا من يعاند ويتمسك باختياراته القديمة التي تلاقت مع اختيارات غيره بالسلب ويحارب ويصارع من أجلها ليحقق بها -لا بغيرها- رغباته المنشودة ؛ فيصنع من قدره حالة صراع وتخبط دائمة ، هذا القدر له سبيلين لا ثالث لهما ؛ إما أن يستسلم سالكه ويدخل دائرة الاكتئاب العميق ، او أن ينجح في الانتصار باختياراته فيجعل ذلك -ممن تلاقت اختياراته باختياراته بالسلب- إما أن يستسلم ويغوص في أعماق عالم الاكتئاب ، أو أن يعيد الكرة ويخطط ويرمي نرد الاختيارات من جديد . 

وبما أن جين التحدي -جين- سائد في السلالة البشرية ؛ لذلك نجد أن الأغلبية العظمى من البشرية الإنسانية تعيش في صراعات ملاقاة اختياراتهم بعضها بعضًا بالسلب . ونجد على أطراف دائرة الصراعات من يسقط ضعيفًا هزيلًا مغلوب على أمره لم يستطع أن يثابر ويواصل الصراع على اختياراته ؛ فيدخل دائرة الاكتئاب أو يعيد الكرة باختيارات جديدة . إعادة الكرة هي -ذات نفسها- محاولة من محاولات التحدي والاستمرار في دائرة الصراعات في عالم البشرية الإنسانية ، فالبشري -ذو جين التحدي - عندما يجد نفسه مهزومًا لا محال باختياراته السلبية القديمة ؛ لا يرى أمامه إلا أن يعيد التحدي باختيارات جديدة ، وهكذا حتى يحقق رغباته . ويقع غيره -بسببه وبسبب تحقيقه لرغباته- إما في دائرة الاكتئاب ويخرجون من دائرة الصراع ، أو يعيدون الكرة باختيارات جدد .

أمّا عن دائرة الاكتئاب ؛ ففيها ما يلبث البشري إلا أن يجد نفسه منصاعًا لاختيارات غيره -من بشريِي عالم الصراع - التي تعُود عليه بالسلب ؛ وذلك ليس إلا لأنه يصل إلى مرحلة أنّه لا يريد من تلك الحياة إلا أن يعيش ليأكل. ، رافضًا لخوض أي صراع ، متقبلًا بالقدر المنزل عليه ممن هيمنوا عليه باختياراتهم الإيجابية لهم ، السلبية عليه . يصل البشري الاكتئابي في مرحلة أعلى من دائرة الاكتئاب إلى اللذة والسعادة من الاكتئاب ، ويرى من الاكتئاب هو رغبته المنشودة ؛ فيبدأ في وضع اختياراته لاكتساب وتحقيق مزيدًا من الاكتئاب والخنوع . فتتلاقى اختيارات البشريين الاكتئابيين -أيضًا كما عهدناها في عالم البشريين الإنسانيين- إما بالإيجاب فيخلقون قدرًا اكتئابيًا رائعًا يعيشون فيه خنوعهم واكتئابهم ، أو تتلاقى بالسلب فيخلقون قدرًا اكتئابيًا مليئًا بالعقبات الاكتئابية ، ويدخلون في صراعات اكتئابية لا يجدون فيها من مفر لأي عالم أو دائرة أخرى ؛ لأن عالم البشرية الإكتئابية هو العالم السفلي ، هو العالم الثالث .

الخميس، 23 أغسطس 2012

نبوءة هيرميس الحكيم


الحكمة الخالصة هي الجهد الروحي في التأمل المستمر للوصول الي معرفة الإله الواحد ، لكن سيأتي زمان لايطلب فيه أحد بذل جهد في الحكمة بطهارة قلب ووعي .

إن أولئك الذين يحملون الضغينة في نفوسهم سوف يحاولون منع الناس من اكتشاف هبة الخلود التي لاتقدر بثمن ، فالحكمة ستصير غامضة مغلفة بصعوبة الفهم وستفسدها النظريات الوهمية .

دارس الحكمة الخاصة هو دارس لكل العلوم لا كنظريات مهومة ، إن البحار، وقوة النيران، وضخامة أجرام الطبيعة تذكي الرهبة أمام إبداع عالم كامل النظام بقوة الأرقام، فقياس أعماق الخالق وحكمته المتعالي .

غير أني أتوقع أن يأتي في قادم الزمان متكلمة أذكياء، غايتهم خداع عقول الناس لابعادهم عن الحكمة النقية
وفي تعاليمهم سوف يدعون أن إخلاصنا المقدس كان بلا جدوي، وتقوي القلب وعبادة الإله الواحد التي يرفعها اليه المصريون ليستا سوي جهد ضائع

آه يامصر !
لن يبقي من دينك شئ سوي لغو فارغ، ولن يلقي تصديقًا حتي من أبنائك أنت نفسك ، لن يبقي شيء يروي عن حكمتك إلا على شواهد القبور القديمة ، سيتعب الناس من الحياة، ويكفون عن رؤية الكون كشيء جدير بالعجب المقدس ، ولسوف تصبح الروحانية، التي هي أعظم بركات الله مهددة بالفناء، وعبئا ثقيلا يثير احتقار الغير .

ستضحي مصر أرملة ، فكل صوت مقدس سيجبر علي الصمت ، وتفضل الظلمة علي النور، ولن ترتفع عين إلي السماء ، سيدمغ الصالح بالبلاهة، وسيكرم الفاسق كأنه حكيم .
وسينظر الي الأحمق كأنه شجاع، وسيعتبر الفاسد من أهل الخير ، تصبح معرفة الروح الخالدة عرضة للسخرية والإنكار، ولاتسمع ولاتصدق كلمات تبجيل وثناء تتجه إلي السماء .


مذكرات مخبأة في درج الكوميدينو- أشرف دولسي (1)

(1) أشرف دولسي في حقيقة الأمر لم أعد أكترث، مشيت خطوتين بالعدد قاصدًا المقهى، لكنني تراجعت، وقررت العودة، والصعود إلى منزلي، مشيت خط...