الخميس، 5 ديسمبر 2013

ادموند بيرك ومواقع التواصل الاجتماعي

في إحدى ليالي البرد القارسة ، استلقى ادموند بيرك (Edmund Burke ) - المحافظ الأول في التاريخ الحديث- على أريكته ذات النمط الإنجليزي ، ورفع ساقيه أعلى المتكأ ، ليريح التابلت على فخذتيه، ارتشف رشفة من المج -الفخاري- المليء بالقهوة السوداء ماركة نيسكافيه ، وبدأ في التغريد على موقع التواصل الاجتماعي المشهور آنذاك ، ومن المعلوم أن في القرن التاسع عشر كنت تستطيع ان تغرد بأكثر من 140 حرف ، ولا حرج ، فكتب بيرك بكل ارتياحيه ما يلي :

" يستوحشون طريق الحق ، وكل غرضهم هو التهرب من الصعوبات والإفلات منها . في حين أن التصدي لتلك الصعوبات وقهرها ، أداة لانتصارات جديدة على صعوبات جديدة ، يمكننا من توسيع إمكانياتنا ، ويرغمنا على أن نعرف هدفنا معرفة وثيقة ، ويجبرنا على أن نتمعن فيه من جميع زواياه ، ويحول بيننا وبين أن نكون سطحيين ، إن الافتقار إلى إدراك ذلك ، والسعي لركوب المركب السهل واستخدام الحيلة لتحقيق نتائج سريعة هو الذي يخلق حكومات ذات سلطات تعسفية في بقاع متعددة للغاية من العالم "

وبالطبع لن تستغرب سيدي ، إذا اخبرتك ، أن السيد بيرك كان يعيش في واقع موازي ، عزلة تامة عن مجريات مجتمعه ، كان يحكم ذاته والشباب الذين اتخذوه أبًا روحيًا .

ع الهامش || محدش يقول للبرادعي انت بيرك عصرك وزمانك ، عشان هيزعل فشخ ، لأن بيرك بيعرف يكتب تويتايه أكتر من 140 حرف .

الأحد، 10 نوفمبر 2013

إحنا اللي غاويين أكل التفاح

احنا اللي عايزين ناكل تفاح، احنا اللي غاويين مرمطة ، ونزعتنا كبشر وفضولنا لمعرفة كل حاجة وعدم رضانا بحالنا واللي احنا عليه ، هو اللي مكدرنا ، دايمًا بندور على اللي يكدرنا ، ما بنرضاش بقليلنا ولا حتى بكتيرنا.
 
لما حرم الله على آدم وحوا أنهم ياكلوا من الشجرة ، الشيطان لعب في دماغ حوا وقالها : عارفه يا بت يا حوا ربنا مش عاوزكم تاكلوا من الشجرة ليه ؟! عشان ما تبقوش زيه عارفين الخير والشر مدركين للصح والغلط .
(فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ».)

آدم وحواء كانوا عاوزين يتزلوا الأرض ، نزعتهم البشرية ! عاوزين يعرفوا عاوزين يجربوا عاوزين يتعلموا ، الاحتياج للمعرفة والتجريب ، نشوة المغامرة ولذة العيش بحرية وزتهم لأكل التفاح . ولما أكلوا من الشجرة كان عقابهم من ربنا على عصيانهم -وأكلهم من الشجرة- إنه طردهم من جنته ، طردهم من إنهم يبقوا عايشين مش شايليين الهم ، طردهم من إن ما يبقاش فيه حاجة بتكدرهم ، وينزلوا الأرض يعيشوا بقى الخير والشر والتكدير ويشيلوا الهم ، ويحسوا بيه .

(وَقَالَ لآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».)

عاقبة عصياننا كانت اكتساب المعرفة الأخلاقية ، معرفة الخير والشر كالله ، لأ وكمان إمكانية الحياة الأبدية ، يعني هنقعد متكدرين بنلف حولين نفسنا في دواير مغلقة إلى الما لا نهاية .

وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضًا وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ»

الغريب في الموضوع إن نفس الحاجة اللي أثارت فضول آدم وحوا عشان ياكلوا من الشجرة هي نفس الحاجة اللي اتعاقبوا بيها ، يعني هم عملوا اللي هم عاوزينه ، وللا غلطوا وربنا عاقبهم !؟

المرجع : سفر التكوين - إصحاح 3

السبت، 9 نوفمبر 2013

سيزيف والدوائر المجتمعية


ما جدوى الحياة ؟ أو ما جدوى الوجود ؟ سؤال فلسفي لا يخلو من سفسطة ، فنجد في الفلسفة الإنسانية أن جدوى الوجود هو الإنسانية ، يقول (شيلر) : "الإنسان مقياس الأشياء جميعًا"، فالحياة - هي - لكي يعيشها الإنسان، يستمتع بإمكانيات الحياة قدر ما يتسطيع ، التركيز - كل التركيز - على اهتمامات الإنسان؛ ليس هناك أي سبيل للتضحية بأي مقدار من الإنسانية في سبيل ثواب الآخرة. أما من نظر الفلسفة الوجودية، فالحياة البشرية بلا غاية أو معنى؛ فكل الكائنات البشرية لا ضرورة لها ولا حكمة من وجودها . وأن الفرد وحده هو مقياس الأشياء جميعًا - لا الإنسانية -، فالحياة عملية متصلة من اتخاذ القرارات الفردية ، فكل قرار - في النهاية - هو أمر فردي شخصي . فالوجودي ينكر التدبير الشامل الألهي ، ويعتقد بالتخطيط الذاتي الفردي ، فكل فرد له أهدافه وغاياته الذاتية في الحياة ، وهو وحده له مطلق الحرية في رسم دربه الذي سيسلكه في الحياة . أما من نظر الدين فنجد أن جدوى الحياة هي إعمار الأرض تطبيقًا لمُثل عليا ومبادئ اجتماعية عظمى ، أنزلها لنا الله لكي نعمر بها الأرض ، فنجني الحسنات ، لنال خير جزاء في الآخرة .

وهذا يقودنا إلى التكوينات البشرية والتشكيلات الإنسانية ، يقودنا إلى المجتمع . فهل نحن من نُشكل مجتمعنا أم المجتمع هو الذي يُكون شخصياتنا ؟ المجتمع -تعريفه المُبسط- هو شبكة العلاقات الاجتماعية بين مجموعة من البشر من أجل تحقيق مصالحهم الفردية ومصالح المجموعة ككل ، ومع تتطور المجتمع وتتطور احتياجات أفراده تتعقد شبكة العلاقات الاجتماعية ، فتَخلق دوائر مجتمعية يتم توزيع أفراد المجتمع فيها ، كل دائرة تُلبي احتياج معين من احتياجات المجموعة ، مما يُلبي الخدمة المجتمعية العامة للجميع. فنصل بذلك إلى ذروة تعقيد المجتمع التي تُحوِّل التكوين البشري للمجموعة من كونها مُنشِئ للمجتمع ، إلى كونها نِتَاج عمليات فرز المجتمع للأفراد في دوائره المجتمعية . وبهذا يدور كل فرد من أفراد القطيع المجتمعي في دائرة مغلقة يحرث ، فيخدم القطيع ، فيعمر الأرض .

إذاً هناك دوائر مجتمعية ، دوائر حرث - لتعمير الأرض- يُفرَز فيها أفراد المجتمع ، ولكن ماذا إذا تصادم ذلك مع متطلبات الفرد - ذاته - مع احتياجاته ورغباته ، فالمجتمع يفرض على الفرد دائرة تخدم متطلباته -هو المجتمع-، ويجبره على شكل معين، شخصية تناسبه ، ولا يفترض أنها تناسب الفرد - ذاته -، فقط يجب أن تناسب وتتواءم واحتياجات المجتمع ، ذلك المجتمع الذي شَكَّلَته في الأصل احتياجات أفراده ، يصل لذروته فيفرض عليهم احتياجاته ، يقولون أنه بإمكان الفرد أن يُرغم مجتمعه باحتياجاته ، ولكنه إذا نجح في ذلك ، ألن يُجبر ذلك الاختيار فرد أخر - في القطيع - بالدائرة التى رفضها ؟! فالمجتمع لن يجد أي صعوبة في أن يجد بديلاً عنك ليحرث تلك الدائرة التى رفضتها ، ألن تجد أنت - أيها الفرد الثائر على اختيار المجتمع - من ينافسك على اختيارك الجديد ، ما رأيك في الفرد الذي رشحه المجتمع لتلك الدائرة التي ترغب فيها.

سيأتي عليك اليوم الذي تجد فيه نفسك تقف حائرًا بين أن تخضع لاختيار المجتمع ، أو أن تجازف وتنافس على اختيارك المفضل ، الذي يهيأ لك أن به السعادة المنشودة، ولكن يجب أن تعلم جيدًا أن هذا اليوم سيكون فرصتك الأخيرة لتكون حر الاختيار ، ومن بعده ستسلبك الدائرة التى اخترتها كامل حريتك ، كامل سعادتك ، كامل مشاعرك ، سواء كنت مجبرًا عليها أم بكامل رضاك ، لأنك تحرث الأرض لتعمرها ، بلا توقف ، تدور وتدور في دائرة مغلقة تجر من خلفك المحراث ، لا تكترث لشيء غير أن تدور ، فقط تبحث عن أي سعادة في دورانك ، تظل تدور في دائرة غير منتهية إلا بموتك ، ليجد المجتمع بديلًا عنك يدور في تلك الدائرة لتكمل دورانها إلى ما لانهاية ، لو سألت الأرض نفسها ستجيبك : نعم يابني، كلنا ندور في دوائر إلى النهاية، لو تجرأت واقتربت من الشمس لتهمس في أذنها بتساؤلاتك؛ لأجابتك - بصوتها الجهوري - : نعم، نحن كـ" الثور في الساقية ". يقولون أن بيد الفرد أن يكمل دورانه أو أن يتوقف، أتدري ماهي عوامل ذلك، إما الأمل أو الانتحار؛ فـ(ألبير كامو) يقول أن بالأمل يظل الفرد يكمل دورانه ، وبالانتحار يقف الحرث بشكل فجائي وينتهي كل شيء ، بالانتحار تباغت المجتمع ، بتوقف إحدى دوائره، فيفقد جزء من اتساقه الاجتماعي إلى أن يجد البديل ، فيستكمل الدائرة وتعود الحياة من جديد.

دعني أحدثك بشكل أبسط من تلك البساطة ، لنفترض أن هناك شجرة برتقال ، فإنها تنتظر أن تمطر أو أن يعطف عليها أحدهم فيغدق عليها بقوت يومها، لكي ترزق بثمار برتقالية اللون زاهية تجذب أعين الناظرين، فيتحرشوا بها، ليلقفوا إحدى تلك الثمرات، وفي أوقات الجدب والفقر؛ عندما لا يوجد أحدهم ليعطف عليها بقوت يومها، تجدها تلد ثمارًا باهتة اللون، لا تجذب الأنظار، لن تجد من يتحرش بها ، فتقوم بالتبرأ من ثمارها - فلذة أكبادها - وتطرحهم أرضاً ، فتجد أن هناك - أيضاً - من يتصارع على التقاطهم، آخرين غير هؤلاء الذين تطلعوا لأعالي الشجرة في زهوها، هؤلاء الذين ليس بمقدورهم النظر لأعلى ، انتظروا إجهاضها لكي ينالوا من ثمارها.

إنها تعقدت أكثر، أعرف ، ولكن كيف تبسط، وهي في الأصل معقده. دعك من هذا كله فهذه سفسطة لا تسمن ولا تغني من جوع ، إنه الواقع الذي يرغمنا - أجمعين - على السير إلى الأمام دون توقف لبرهة ، دون التوقف لتنفث سيجارتك الأخيرة ، وإذا فكرت في الوقوف لتفكر في مصيرك؛ لماذا تسيير إلى الأمام في هذا الطريق ؟ لن تجد أمامك إلا إثنين لا ثالث لهما ، إما أن تجد الأمل في استكمال مسيرتك تلك ، أو أن تنهي اللعبة وتظهر لك الـ"game over" إلى الأبد ، وتذكر فلعبة الواقع ليس بها ثلاث فرص كما هو في بقية لعب الفيديو، هي فرصة واحدة، وهو طريق واحد إما تكمل فيه، أو تخسر للأبد .


"واضعًا يدي في جيبي المثقوبين
سائرًا في الشارع
رأيتهم يتطلعون خلسة إلي
من وراء زجاج واجهات المخازن والمقاهي
ثم يخرجون مسرعين ويتعقبونني
تعمدت أن أقف لأشعل سيجارة
والتفت إلى الوراء كمن يتجنب الريح بظهره
ملقيًا نظرة خاطفة إلى الموكب الصامت:
لصوص و ملوك و قتلة , أنبياء وشعراء
كانوا يقفزون من كل مكان
ويسيرون ورائي
منتظرين إشارة مني.
هززت رأسي مستغربًا
ومضيت وأنا أصفر بفمي لحن أغنية شائعة
متظاهرًا بأنني أمثل دورًا في فيلم
وبأن كل ما ينبغي علي أن أفعله هو أن أسير دائمًا إلى الأمام
حتى النهاية المريرة "
 _فاضل العزاوي

الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013

الحملة الانتخابية للمشير عبدالفتاح السيسي

برنامج صباح الخير يا ميسر :



- وكما عودناكم مشاهدينا الأعزاء .. فقضية الموسم وكل موسم اليوم هي السؤال الذي حير الجماهير ، " لو الفريق السيسي اترشح للانتخابات تفتكروا أي رمز هيكون مناسب ليه ؟ " ، هذا السؤال الفلسفي الوجودي الذي ينبع من عدمية خيال طارحه ، حير الجميع ، وأقلق منامهم ، ولأننا الوحيدين في برنامجنا هذا ، نجد الحل لمن لا حل له ، وعلى رأي المثل يا جماعة "اللي مالهوش حل ، يشتريله حل" ، وحل سؤالنا لهذا اليوم ، حل محتاج مخمخة ، تخطيط ، تكتيك ، خيال .. أيوة عليك نور .. محتاج خبير استراتيجي ، يمخمخلنا بخيال علمي مبني على أبحاث وأحلام علمية تحت غطاء لحاف ذو الأربع وجهات ..
يسعدنا ويشرفنا أن نستضيف السيد الفريق كاتو بيه الخبير الاستراتيجي .

- أهلا وسهلا بيك .. بس في الأول حابب أصلح معلومة .. أولا انا لواء متقاعد مش فريق .. وبشتغل خبير استراتيجي الصبح .. ومفسر أحلام آخر النهار عشان لو حد من السادة المشاهدين قالقه منامه وللا حاجة .

- أه .. انا اسف لحضرتك جدا ، وهطلع أطلع أموات المعد ، بس بعد الحلقة .

- لا ماتتعبش نفسك .. زمانه .. بيتروق في المعسكر اللي ورا الشمس شمال.

- اشمعنا المعسكر شمال .. هو مفيش يمين .

- المعسكر يمين .. للعيال السو اليمين ، والمعسكر شمال .. للعيال السو اليسار

- طب والمعكسر طوالي !؟

- ابقى تعالى وأنا أقولك .. هع هع هع

- هههههههه حلوة منك حضرتك .. وزير الإعلام استايل وكده .. المهم نخش في المهم .. حضرتك .. انجدنا .. أيه الحل .. الناس مش لاقيه رمز ..

- بص حضرتك ، من واقع خبرتي الاستراتوحلمية .. حلوة استراتوحلمية مش كده

- حلوة يا فندم

- من واقع حبرتي الاستراتوحلمية .. أقدر أقولك .. إن أهم حاجة في التسويق الناجح : الرمز ، والشعار ..

- ودي عرفتها لوحدك وللا حد قالهالك

- بدأت تتعبني .. وشكلك .. عاوز تعرف .. معسكر طوالي .. بيتعمل فيه أيه

- لا متشكر يا فندم .. معلش كمل ..

- زمبؤلك كده التسويق الناجح :: رمز وشعار .. احنا عندنا سلعة .. السلعة ديه هي سيدي وسيدك وسيد الناس كلها : الفريق السيسي .. والفريق السيسي هو سلعة حربية .. والسلعة الحربية .. يعني انتاج حربي .. وانتاج حربي .. يعني الرمز يكون حاجة فخر الصناعة الحربية المصرية .

- الله يا فندم .. تسلم أيد اللي لفلك .

- عشان كده أنا بقترح وبناشد الحملة الرئاسية لسيد الناس .. إن الرمز يبقى "كيس مكرونة الملكة ذات الحبات المتناسقة" ، فخر الصناعة الحربية المصرية ، والشعار يبقى : خش علم ع المكرونة .. واكسب معانا كيس صلصة هدية

- بس يا فندم مش شايف إنك مأفور حبتين ..

- مأفور ! بتقولي أنا اللواء متقاعد كاتو بيه مفسر أحلام آخر النهار .. مأفور .. مستنيك برة بعد الحلقة .

- يا فندم مقصدش .. بس كيس مكرونة .. ديه حاجة لوكال فشخ ..

- مممم هو انت عندك حق .. وانا فكرت في كده برده .. يبقى مقدمناش غير بلان بااااء .. الرمز : صوابع رابعة باللون الفيسفوري .. والشعار : يا كايدهم ..

- الله يا فندم .. فكرة جهنمية .. وبكده نضرب حجرين بعصفور .. أقصد حجر بعصفورين .. منه ننقط كل اللي بيعادونا .. ومنه تسويق ناجح للحملة الانتخابية .

- أولا يابن العالمة .. اسمها نضرب عصفورين بحجر .. ثانيًا .. ننقط أيه .. وشغل العنصرية والتفركة اللي انتم بتنتهجوه في القناة ده ..
المؤسسة العسكرية لا تسمح بالعنصرية .. احنا بنلم في المعسكرات اللي ورا الشمس على طول .. مش ليسه هننقط ونفقع ..

- تمام يا فندم .. وصلت .. وعلى رأي سيد الناس .. " مصر أم الدنيا .. وان طلعت البنت لامها .. اقلب مصر على فمها "

نطلع فاصل مع النشيد الوطني .. تسلم الأيادي تسلم يا سيس بلادي .....

ع الهامش : باب البيت بيترزع .. انا : مين !! .. من ورا الباب : أنا كاتو يالااه ... أنا : كاتو !! .. أه كاتو اللي بتتريق عليه وعلى سيدي وسيدك وسيد الناس كلها ... الباب اتكسر دخل كاتو ومعاه شوية عساكر .. هاتووووه ... أنا : على فين .. كاتو : على معسكر ورا الشمس طوالي ياروح ماما.

الجمعة، 20 سبتمبر 2013

الخميس، 15 أغسطس 2013

ما بين العالم الافتراضي والعالم الواقعي فشخة


هل يا ترى عندما نغير صور بروفايلاتنا أو نكتبلنا كام بوستس على كام بيان "رسمي" في عالمنا الافتراضي ذلك ، هل هذا أثر بشيء في العالم الواقعي .


كل الذي نفعله أننا لجأنا لأسهل سبيل وهو أن نعيش في الوهم الافتراضي للدرجة التي أوصلتنا إلى أن تعايشنا وتأقلمنا معه وتحول تعايشنا ذلك إلى تصديقنا أن هذا هو العالم الحقيقي -إذا لم يكن جزء لا يتجزأ من العالم الحقيقي-. 

كمية المؤثرات العصبية التي نواجها ، والعجز العصبي عن إيجاد رد عليها بفعل واقعي ، أجبرنا على البحث عن بديل ، وهو تفجير الكبت العصبي في عالم من الأوهام والأحلام ، أجبرنا به عقلنا وأعصابنا وهرموناتنا على أن تصدق أنه هو ذلك الواقع الفشيخ الذي "فاشخنا" بمؤثراته أو على الأقل هو جزء منه ، فنصدر سيالاتنا العصبية الصادرة تجاهه ، وبذلك نعتقد واهمين بأننا أرحناها من تلك الفشخات العصبية .

إلى أن نخرج من ذلك العالم الافتراضي وننزل إلى العالم الواقعي الحقيقي فيفشخنا مرة أخرى ، فلا نجد مفر إلا إلى عالمنا الافتراضي الذي خلقناه من أجل سلامة أجسادنا .


والحقيقة نحن واهمين إذا كنا صدقنا أننا بذلك نكون قد سلمنا بأجسادنا ، بل نحن نفشخها فشخًا فشيخًا فاشخًا. دعونا نبحث عن أصعب رد فعل "واقعي" ، وننفذه ، حتى إذا تطلب منا ذلك أن ننعزل عن العالم الواقعي ، ونستخبى من مؤثراته العصبية -كثيرًا من الوقت- ، فننزل له ونحن نمتلك من الأدوات ما ترد على الفشخة بفشخة مساوية لها في القوة معاكسة لها في الاتجاه.




الجمعة، 5 يوليو 2013

الثورة العاهرة

زمان محمد ومحمد اتفقوا على حملة تغيير ، وثاروا وخلعوا أكبر راس في حكم العسكر ، آم أيه الرؤوس الصغننه ركبتهم ومسكت الحكم على أنها فترة انتقالية ، الرؤوس الصغننة ديه طلعت مش سهلة ، وعرفت توقع بين محمد ومحمد بدري ، في وقت زهوهم الزائف بانتصار ثورتهم ، فقام محمد عـ**ـلهم ، ومحمد التاني ثار عليهم فـ**كوه ، ومحمد الأولاني قاله إيه اللي نزلك .

محمد الأولاني ركب الحكم وافتكر أنه بتعـ*يـ*ـه دا قال أيه عمل للعسكر واحد ، العسكر حطوا عليه من تحت لتحت ، أشي دولة عميقة ، على كنبة فشيخة ، على استغلال لخبته القوية اللي ماوردتش على حد ولا على سبت ، وأشي استغلال لزهوه الزائف وعنطزته وغطرسته - على أساس إن الواد جاب الديب من ديله ، وركب العسكر ، ومعرفوش يعمله معاه اللي عملوه مع جده- بقى محمد التاني بالنسباله حتت صعلوك فل من الفلول ، اللي برده ولا ليه لازمة وكان سلمه من سلالم وصوله للحكم .

العسكر لعبه محمد الأولاني دور شطرنج حلو ، لغاية ما زنقوله "الملك" ، وكش ياملك ، آم أيه بقى محمد التاني فرح قام قال أيوة بقى يا اسطى ، أما أعـ** أنا كمان ، اشمعنا هو ، وزي ما نـ**ني أ*ـيـ*ـه ، فعـ** هو اللاخر للعسكر .

ولاد الهرمة العسكر فاهمين التاني ديته أيه ، وسمعوه اللي بيمزجه ، وعملوله اللي هو عاوزه .
ثار محمد التاني على محمد الأولاني ، وانقلب العسكر على محمد الأولاني .فرح محمد التاني وقال بيانه ، ودخل حالة الزهو بنت المرة إياها .

بس محمد الأولاني ما سكتش وقال عليه وعلى أعدائي فيها لخفيها ، قام محمد التاني قاله ياللا يابن المرة من هنا ، والعسكر عمال يضحك ويضحك ويضحك ويضحك ويضحك .

لو عرفت العسكر بيضحك ليه تكسب معانا علم "مسر" .. وفيسفوري كمان !

لو عرفت محمد الأولاني اسمه محمد أيه .. تكسب معانا "سيف الحب"

لو عرفت محمد التاني اسمه محمد أيه .. تكسب معانا "بوسة أنجلينا"

الأربعاء، 26 يونيو 2013

قصة البنت الغلبانة

الثورة عاملة زي البنت الغلبانة اللي كانت في حالها ومستخبية في بيتها مابتنزلش أبدًا لمدة 60 سنة من الخوف بعد آخر تجربة اغتصاب ، وأول ما اتجرأت ونزلت تاني ، مشيت شوية ، وعدت 18 يوم كانت بتقاوم فيه تحرش لفظي وجسدي ابن وسخة ، بس جه واحد عمل فيها أنه الشهم وحماها ، فرحت بيه قوي أنه خلصها من الأيادي اللي تحرشت بيها ، قعدتلها شهر تقريبا طايرة في السما من الفرحة ، واتجرأت اكتر وبدأت ترقص في الشارع ، وفجأة الشهم غدر بيها واتفق مع قواد ، واغتصبوها .

انهارت وهيه في عز انهيارها افتكرت كويس إن جد الشهم من 60 سنة هو اللي اغتصابها ، أيامها جد القواد كان عايز نصيبه ، بس مكنش معاه فلوس ، لطمت نفسها ألف ألم وألم ، وقعدت تعيط سنة بحالها ، لغاية ما اتعمت ، ومابقتش شايفه قدامها .

جه القواد وأخدها معاه ، وشغالها داعر عنده ، و أصحابه كلهم اخدوا منها اللي فيه النصيب ، الشهم بصلها بصة ماكرة وابتسم ابتسامة صفرا ، مد أيده ،  القواد اداله عرقه ، ومشي .

البنت قعدتلها سنة بيغتصبها  القواد وأصحابه ، والمفروض أنهم مضوا معاها عقد دعارة 4 سنين ، بس هيه مستحملتش غشوميتهم في النكاح ، فقررت إنها تـ تمرد .

بس هي بنت ! ، وهي ناقصة عقل ، وما تعرفش الألف من كوز الدرة ، وما تعرفش تعمل حاجة في دنيتها ، ولا تعرف تدير أحوالها ، كل اللي تعرف تعمله إنها تعيط ، تصرخ ، تصوت ، تـ تمرد .

لازم راجل في المجتمع الذكوري دا ينقذها ، أه هو مفيش غيره الشهم ، وأهو مننا وعلينا .

الجمعة، 14 يونيو 2013

مارينا أبراموفيتش : كيف نقتل الفئران في البلقان ؟!

أود أن أحكي لك حكاية كيف نقتل الفئران في البلقان . كيف نجعل من الفأر ذئب . لكن قبل أن أحكي لك تلك الحكاية أود أن أبوح لك بسر عن الفئران ذات أنفسهم .

بادئ ذي بدء الفئران تستهلك كميات هائلة من الطعام ، في بعض الأحيان تستهلك ضعف وزن أجسامها . أسنانها الأمامية لا تتوقف أبدًا عن النمو ، الفئران لا تستطيع العيش إلا على البر تخاف الماء فهي تخشى الاختناق .

الفئران تعتني جيدًا بعائلاتها ، وأبدًا لن تقتل أو تأكل فرد من أفراد عائلتها ، إنها في غاية الذكاء ، ذات مرة قال أينشتاين : " لو كان الفأر أكثر وزنًا بعشرين كيلو ؛ بالتأكيد لكان سيطر على العالم " ، فلو وضعت طبق من الطعام المخلوط بالسم أمام جحر الفأر ؛ سوف يتنبه له الفأر ولن يأكل منه .

لكي تمسك بالفئران يجب أن تملأ جميع جحورهم بالماء ، ولا تترك لهم مكان للخروج إلا واحدًا ، وبهذه الطريقة تستطيع أن تمسك مابين 35 إلى 45 فأر ، بعدها يجب عليك أن تتأكد من أنك اخترت الذكور فقط ، وتضعهم في قفص ولا تعطيهم إلا ماءً للشرب ، بعد مدة من الوقت سيبدؤون في الشعور بالجوع ، وأسنانهم الأمامية ستبدأ بالنمو ، وبالرغم من أنهم -طبيعيًا- لن يقتلوا فردًا من أفراد عشيرتهم ؛ إلا إنهم عندما يتعرضون للاختناق سيُجبرون على قتل أضعفهم في القفص ، وعلى هذا المنوال أسبوعًا تلو أسبوع ، سيلقون حتفهم جميعهم حتى لا يتبقى إلا أشرسهم وأقواهم .

تظل تعطي ذلك الفأر ماء ، تلك اللحظة في غاية الأهمية ، فأسنان الفأر تنمو ، والفأر يختنق ، عندها تفتح القفص ، وتأخذ سكينًا ، وتقتلع عيناه وتتركه يذهب .

الآن الفأر منفعل عصبي متوتر في غاية الذعر ، يواجه موته ، يهلع ، يجري داخل جحر الفئران ، لا يرى أمامه ، يقتل أي فأر يعترض طريقه ، حتى يعترض طريقه الفأر الأشرس والأقوى منه ، فيقتله .

تلك هي كيف نجعل من الفأر ذئبًا في البلقان.
كان هذا مشهد (scene) لمارينا أبراموفيتش (Marina Abramovic) في عرضها الأدائي ( Balkan Baroque ) ، وهي تجلس في قبو الجناح الدولي الإيطالي في جارديني بينالي فينيسيا ، بجوار تلال من عظام الأبقار الطازجة تدعك فيهم الواحدة تلو الأخرى بفرشاة معدنية وماء لتغسلهم من دمائهم . ظلت على هذا الحال أربعة أيام حتى انتهت منهم جميعهم.


وحازت بهذا الأداء على جائزة (the Golden Lion ) من مهرجان فينيسيا للأفلام عام 1997 م .


مارينا أبراموفيتش (Marina Abramović) فنانة صربية نشأت في مدينة نيويورك ، تطلق على نفسها لقب (جدة فن الأداء) (Grandmother of performance art) ، امتهنت الفن الأدائي مبكرًا في السبعينات. دائمًا ما تعتقد أن الفن ما هو إلا علاقة ما بين الأداء والمشاهدة ، وحدود الجسم وإمكانيات العقل .
لا أعلم كيف ترى مارينا ، أتراها غريبة الأطوار ؟! أم تراها فنانة ملهمة ؟! ولكن كل الذي استطيع أن أجذم به أن لديها فن يحتاج إلى تأمل . 


مذكرات مخبأة في درج الكوميدينو- أشرف دولسي (1)

(1) أشرف دولسي في حقيقة الأمر لم أعد أكترث، مشيت خطوتين بالعدد قاصدًا المقهى، لكنني تراجعت، وقررت العودة، والصعود إلى منزلي، مشيت خط...