احنا اللي عايزين ناكل تفاح، احنا اللي غاويين مرمطة ، ونزعتنا كبشر وفضولنا لمعرفة كل حاجة وعدم رضانا بحالنا واللي احنا عليه ، هو اللي مكدرنا ، دايمًا بندور على اللي يكدرنا ، ما بنرضاش بقليلنا ولا حتى بكتيرنا.
(فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ».)
آدم وحواء كانوا عاوزين يتزلوا الأرض ، نزعتهم البشرية ! عاوزين يعرفوا عاوزين يجربوا عاوزين يتعلموا ، الاحتياج للمعرفة والتجريب ، نشوة المغامرة ولذة العيش بحرية وزتهم لأكل التفاح . ولما أكلوا من الشجرة كان عقابهم من ربنا على عصيانهم -وأكلهم من الشجرة- إنه طردهم من جنته ، طردهم من إنهم يبقوا عايشين مش شايليين الهم ، طردهم من إن ما يبقاش فيه حاجة بتكدرهم ، وينزلوا الأرض يعيشوا بقى الخير والشر والتكدير ويشيلوا الهم ، ويحسوا بيه .
(وَقَالَ لآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».)
عاقبة عصياننا كانت اكتساب المعرفة الأخلاقية ، معرفة الخير والشر كالله ، لأ وكمان إمكانية الحياة الأبدية ، يعني هنقعد متكدرين بنلف حولين نفسنا في دواير مغلقة إلى الما لا نهاية .
وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضًا وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ»
الغريب في الموضوع إن نفس الحاجة اللي أثارت فضول آدم وحوا عشان ياكلوا من الشجرة هي نفس الحاجة اللي اتعاقبوا بيها ، يعني هم عملوا اللي هم عاوزينه ، وللا غلطوا وربنا عاقبهم !؟
المرجع : سفر التكوين - إصحاح 3