السبت، 3 سبتمبر 2011

المجتمع المدني في الفكر المصري

كل إنسان له عقل يفكر به ليصل به إلى استنتاجات وقناعات يقتنع بها ويدعو الآخرين من حوله لأن يشاركوه ما استنتجه او استنبطه فيجد من يشاركه هذا الفكر ويبدؤوا في نشره حتى يكوّنوا مجموعة يطلقوا على أنفسهم أو على فكرهم مسمى ما ويبدؤوا الغزو لنشر هذا الفكر
هنا في مصر انقسم معظم المصريين إلى ثلاث اتجاهات فكرية في اعتقادي : 1- الفكر الإسلامي السياسي 2- الفكر الليبرالي الاجتماعي 3- الفكر الاشتراكي أو الماركسي
وكل فكر ليس وليد الفكرة ولكنه نابع من مدارس فكرية قديمة لها طلابها ومدرسيها فالفكر الإسلامي السياسي مثلا في مفهومه للمجتمع المدني نجد انه يتبنى مفهوم الفيلسوف الألماني هيجل الذي يعرف المجتمع المدني بأنه مجتمع تسوده الفرقة والصراع والتمزق ، مجال تقسيم العمل وإشباع الحاجات المادية ، وهو في الوقت نفسه مجال تنافس المصالح الخاصة والمتعارضة سواء مصالح مادية أو معنوية. ولا يتحقق لهذا المجتمع استقراره ووحدته إلا في وجود الدولة التي تخلغ عليها طابعاً أخلاقياً ، وتوجهه نحو غاية أخلاقية محددة . فالدولة في رأيه هي المثل العقلاني في التطور ، وهي العنصر الروحي حقاً في الثقافة
أما الفكر الليبرالي فيتبنى فكر جون لوك أن مفهوم المجتمع المدني مرادفًا لمفهوم المجتمع السياسي ، أو المجتمع المتأسس بناءً على العقد الاجتماعي وتبرز رسالة جون لوك في الحكم المدني أن الغاية من اتحاد الناس في المجتمع المدني هي المحافظة على أملاك الأفراد ؛ فالمجتمع المدني عند جون لوك هو المجتمع الذي دخله الأفراد لضمان حقوقهم المتساوية التي تمتعوا بها في ظل القانون الطبيعي ، لكن غياب السلطة القادرة على الضبط في المجتمع الطبيعي كان يهدد ممارستهم لهذه الحقوق . لذلك اتفق هؤلاء الأفراد على تكوين ذلك المجتمع المدني ضماناً لهذه الحقوق ، ثم تخلوا عن حقهم في إدارة شؤونهم العامة لسلطة جديدة قامت برضائهم والتزمت بصيانة حقوقهم الأساسية في الحياة والحرية والتملك . والتزم أفراد ذلك المجتمع المدني بطاعة تلك السلطة طالما التزمت بعناصر ذلك الاتفاق معهم ، أما إذا خرجت عليه ، فإنها تفقد كل أسس طاعتهم لها ، ويصبح من حقهم أن يثوروا عليها ويحلوا محلها سلطة أخرى أكثر اتساقاً في احترامها لحقوقهم
إذن مفهوم المجتمع المدني عند جون لوك يرادف مفهوم الدولة باعتبارها " آلة اصطناعية ، ساعة كبيرة تتجه نحو ضبط سلوك الأفراد وحماية أمنهم وسلامتهم وما يملكون " ، حسب تعبير هوبز .

وهذا عكس ما يراه هيجل ، فهو يرى أن المجتمع المدني تسوده الصراعات ويجب أن تقام الدولة السياسة ذات الأخلاق أو عقيدة ما التي تسيطر على هذا المجتمع المدني وتوجهه نحو تلك الأخلاق لتحقق الوحدة والتآلف بين فئات المجتمع المدني ليتحقق الاستقرار والأمن فيما بينهم
أما الفكر الماركسي فيرى أن المجتمع المدني هو القاعدة المادية المؤسسة للدولة ، فالمجتمع المدني عند ماركس هو القاعدة التي تحدد طبيعة البنية الفوقية بما فيها من دولة ونظم ثقافية ومعتقدات ، نجد أن مفهوم المجتمع المدني يتطابق مع مفهوم البنية التحتية . بل في الواقع فإن ماركس لم يعد يستعمل المفهوم وحاول عن طريق استخدام مفهومي البنية التحتية والبنية الفوقية ، تحديد الأسس المادية والأيدلوجية لمؤطِرة الوجود المجتمعي ، ولقد بنى المفكرون الماركسيون على هذا الفهم للمجتمع المدني تحليلات أكثر شمولاً لمنظمات المجتمع المدني وعلاقته بكل من الدولة من ناحية وعلاقات الإنتاج من ناحية أخرى

جميعنا نريدها مدنية ولكن الكل يرى تلك المدنية من زاويته هو فقط ولا يريد أن يراها من باقي الزوايا ، فدعونا نراها من جميع الزوايا ولا تقصرونا على زاوية واحدة فقط . فالتفكير من أسمى سمات الإنسان 
دمتم سالمين

مذكرات مخبأة في درج الكوميدينو- أشرف دولسي (1)

(1) أشرف دولسي في حقيقة الأمر لم أعد أكترث، مشيت خطوتين بالعدد قاصدًا المقهى، لكنني تراجعت، وقررت العودة، والصعود إلى منزلي، مشيت خط...