الخميس، 5 ديسمبر 2013

ادموند بيرك ومواقع التواصل الاجتماعي

في إحدى ليالي البرد القارسة ، استلقى ادموند بيرك (Edmund Burke ) - المحافظ الأول في التاريخ الحديث- على أريكته ذات النمط الإنجليزي ، ورفع ساقيه أعلى المتكأ ، ليريح التابلت على فخذتيه، ارتشف رشفة من المج -الفخاري- المليء بالقهوة السوداء ماركة نيسكافيه ، وبدأ في التغريد على موقع التواصل الاجتماعي المشهور آنذاك ، ومن المعلوم أن في القرن التاسع عشر كنت تستطيع ان تغرد بأكثر من 140 حرف ، ولا حرج ، فكتب بيرك بكل ارتياحيه ما يلي :

" يستوحشون طريق الحق ، وكل غرضهم هو التهرب من الصعوبات والإفلات منها . في حين أن التصدي لتلك الصعوبات وقهرها ، أداة لانتصارات جديدة على صعوبات جديدة ، يمكننا من توسيع إمكانياتنا ، ويرغمنا على أن نعرف هدفنا معرفة وثيقة ، ويجبرنا على أن نتمعن فيه من جميع زواياه ، ويحول بيننا وبين أن نكون سطحيين ، إن الافتقار إلى إدراك ذلك ، والسعي لركوب المركب السهل واستخدام الحيلة لتحقيق نتائج سريعة هو الذي يخلق حكومات ذات سلطات تعسفية في بقاع متعددة للغاية من العالم "

وبالطبع لن تستغرب سيدي ، إذا اخبرتك ، أن السيد بيرك كان يعيش في واقع موازي ، عزلة تامة عن مجريات مجتمعه ، كان يحكم ذاته والشباب الذين اتخذوه أبًا روحيًا .

ع الهامش || محدش يقول للبرادعي انت بيرك عصرك وزمانك ، عشان هيزعل فشخ ، لأن بيرك بيعرف يكتب تويتايه أكتر من 140 حرف .

مذكرات مخبأة في درج الكوميدينو- أشرف دولسي (1)

(1) أشرف دولسي في حقيقة الأمر لم أعد أكترث، مشيت خطوتين بالعدد قاصدًا المقهى، لكنني تراجعت، وقررت العودة، والصعود إلى منزلي، مشيت خط...