السبت، 15 ديسمبر 2012

مهاجر

مهاجر ولو بعد حين
لبلد المحتاجين
لشوية حنين
أعيش فيها جنين
في رحم أمه حزين

على المحبة اللي راحت
والسعادة اللي ماتت
وعلى كآبة عينين
وشوية أسى من سنين

مهاجر ولو بعد حين
أطول الحب ولو فين
بقلب وعقل عطشانين
لعشرين حاجة ومتين
وقلوب مليانين
هنا وخير ومنين
وكحك وبسكوت عيدين
عيد حب وواحد حنين

الأحد، 9 ديسمبر 2012

بين المطلق والنسبي

المتعصب هو المشتهي لانتصار عقيدته على عقيدة الآخرين ، والذي يشتهي الاستعانة - عند اللزوم - بالعنف لتدمير عقيدة الآخرين ، وهو ما يسببه وهم امتلاك الحقيقة المطلقة . وعند توهم مجموعة أفراد بامتلاك المطلق ، يصبح لدينا عدة مطلقات ، وإذا تعددت المطلقات تدخل في صراع وحروب ، إذ تعايش المطلقات أمر مستحيل ، فالمطلق واحد لا يتعدد بحكم طبيعته . وإذا طبقنا نظرية دارون للتطور ، نجد أن المطلقات تدخل في صراع من أجل الوجود ، والبقاء للأصلح !

فالخروج من هذه الدائرة المفرغة من الصراع لا يأتي إلا بإعمال العقل من غير معونة الآخرين ، أي لا يكون سلطان على العقل إلا العقل نفسه ، فلدى كل منا عقلين : عقل يفكر ثم ينعكس على ذاته فيكون عقلا آخر يفكر فيما يفكر فيه ، وهذا العقل الثاني هو العقل الناقد .

ومن هنا فإذا كنا نؤيد نظرية دوران الأرض ، فمن الضرورة أننا نؤكد على أن الأرض ليست مركزًا للكون ، وعندما لا تكون الأرض مركزًا للكون ؛ لا يكون الإنسان بدوره مركزًا للكون ، وعندما لا يكون الإنسان كذلك فلن يكون في إمكانه امتلاك الحقيقة المطلقة ، مما يترتب عليه أن الإنسان محكومًا بما هو نسبي ، وحتى لو تطلع إلى امتلاك المطلق ، فلن يكون باستطاعته امتلاكه ، وما دون ذلك فهو وهم .

لذلك وطالما أننا محكومون بما هو نسبي ، فالتفكير في النسبي يكون بما هو نسبي وليس بما هو مطلق ، وعندما نتفكر في السياسية -وهي نسبية- يجب أن نتفكر بما هو نسبي ليس بما هو مطلق ؛ فنتفادى صراعاتنا المبنية على أوهام امتلاك المطلق . يجب علينا أن ننزع من أفكارنا السمة المطلقية ، دون أن ننفي المطلق ، لأن المطلق في هذه الحالة ، يصبح حالة عقلية ، لا علاقة لها بتنظيم المجتمع ؛ فسلطة الفرد فوق سلطة المجتمع ، لذلك تنظيم المجتمع محكوم بموافقة بشرية ، فيصبح محكومًا بحكمًا نسبيًا ، لا حكمًا مطلقًا .


المرجع : رباعية الديمقراطية - مراد وهبة

مذكرات مخبأة في درج الكوميدينو- أشرف دولسي (1)

(1) أشرف دولسي في حقيقة الأمر لم أعد أكترث، مشيت خطوتين بالعدد قاصدًا المقهى، لكنني تراجعت، وقررت العودة، والصعود إلى منزلي، مشيت خط...